منقول ..خطر الوجبات السريعة على الأطفال

من طرف zeze**wezzh 4/5/2010, 9:52 am

الفوشار وأنواع أخرى من التحلية.

بحسب دراسة نُشرت أخيراً في مجلة Health Affairs، يتناول الأولاد يومياً وكمتوسط ثلاث وجبات خفيفة تقريباً، بالاضافة إلى ثلاث وجبات أساسية. كذلك، خلُص البحث، الذي استند إلى معطيات من أربعة استطلاعات فدرالية حول الحمية الغذائية أجريت بين عامي 1977 و2006 وشملت أكثر من 31 ألف ولد تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاماً، إلى أن 27 في المئة تقريباً من السعرات الحرارية التي يتناولها الأولاد يومياً تأتي من الوجبات الخفيفة.

فضلاً عن ذلك، شهدت الفئات العمرية جميعها زيادة في عدد الوجبات الخفيفة وكانت التغيرات على مدى ثلاثة عقود تقريباً مذهلة: ازدادت وتيرة تناول الوجبات الخفيفة
كانت الجملة المفضلة ضلة لدى طفلي البالغ الرابعة من عمره في الفترة الأخيرة: {أمي أحتاج إلى وجبة خفيفة}. بغض النظر عن رأيي بشأن تناوله الطعام باستمرار، يبدو أن المجتمع سعيد بفرض هذا النمط: لديه استراحات لتناول وجبات خفيفة في المدرسة، أثناء تمرين كرة القدم، حفلات عيد الميلاد وجلسات اللعب، كذلك تتضمن المناسبات الخاصة، كمشاهدة أفلام سينمائية أو حضور مباراة كرة قاعدة، تناول الفوشار وأنواع أخرى من التحلية.

بحسب دراسة نُشرت أخيراً في مجلة Health Affairs، يتناول الأولاد يومياً وكمتوسط ثلاث وجبات خفيفة تقريباً، بالاضافة إلى ثلاث وجبات أساسية. كذلك، خلُص البحث، الذي استند إلى معطيات من أربعة استطلاعات فدرالية حول الحمية الغذائية أجريت بين عامي 1977 و2006 وشملت أكثر من 31 ألف ولد تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاماً، إلى أن 27 في المئة تقريباً من السعرات الحرارية التي يتناولها الأولاد يومياً تأتي من الوجبات الخفيفة.

فضلاً عن ذلك، شهدت الفئات العمرية جميعها زيادة في عدد الوجبات الخفيفة وكانت التغيرات على مدى ثلاثة عقود تقريباً مذهلة: ازدادت وتيرة تناول الوجبات الخفيفة من 74 في المئة عام 1977-1978 إلى 98 في المئة بين عامي 2003 و2006، في حين أن عدد السعرات الحرارية التي تتضمنها كل وجبة خفيفة ازداد من 185 إلى 231 وارتفع إجمالي السعرات الحرارية التي يحصل عليها المرء يومياً من خلال الوجبات الخفيفة من 418 إلى 586 سعرة حرارية.

في هذا السياق، يلاحظ باري بوبكين، بروفسور تغذية ومدير مركز Interdisciplinary Center for Obesity في جامعة كارولاينا الشمالية، وأحد المشاركين في الدراسة، أننا في مرحلة تنتقل فيها كل فئة عمرية في الولايات المتحدة نحو تناول الطعام باستمرار، وذكر ما خلصت إليه الدراسة بأن ربع الأولاد يتناولون نوعاً معيناً من الطعام كل ساعة. يضيف أن {الزيادة في تناول الوجبات الخفيفة التي شهدناها بين ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته قد تحولت نحو تناولنا عدداً أكبر من الوجبات يومياً ونحن لا نرى أي إشارة إلى أن هذا المنحى قد يصبح أكثر بطئاً}.

من المقلق أن يتناول الأولاد الطعام بهذا الانتظام الكبير ويضيفوا مزيداً من السعرات الحرارية إلى نظامهم الغذائي، لكن الأكثر خطورة هو نوع الوجبات الخفيفة التي يتناولونها. يوضح بوبكين: {هم يتحولون إلى تناول أطعمة متدنية الجودة، خصوصاً أطعمة جاهزة}، وقد أظهرت الدراسة أن الأولاد يتناولون كمية أقلّ من الفاكهة والحليب وكمية أكبر من وجبات خفيفة مالحة كرقاقات البطاطا، السكاكر، العصير والمشروبات الغازية. يعلق بوبكين: {هذا أسوأ ما في الأمر. نحن نحصل على المزيد من السعرات الحرارية لكن من أنواع رديئة من الأطعمة}.

عدم الشعور بالجوع

ليس الجوع بالضرورة الدافع وراء تناول الطعام باستمرار. في الواقع، يخشى الباحثون والأطباء أن يبطل هذا التوجه نحو تناول الوجبات الخفيفة باستمرار قدرة الجسم على الشعور بالامتلاء.

من المفترض أن يُشبِع تناول الطعام حاجة فيزيولوجية: عندما تسير الأمور بشكل صحيح، تتناول طعاماً معيناً ويستغرق جسمك بعض الوقت لهضمه ومعالجته، وعندما يفرغ من ذلك، ينبغي أن تشعر برغبة في تناول الطعام. لكن يرى بوبكين، الذي يعتقد أن أولاداً كثراً لا يتناولون الطعام بدافع الجوع، أنه {بالنظر إلى عدد المرات التي يتناول فيها الأولاد الذين شملتهم الدراسة الطعام، من المستحيل أن يشعروا بالجوع. هم يتناولون الطعام لمجرد توافره وتكمن الخطورة في فقدانهم القدرة على التحكّم بالسعرات الحرارية التي يتناولونها، واستمرارهم في الأكل فيصبح ذلك جزءًا من نظام حياتهم اليومي}.

بحسب دراسة أخرى نشرت في عدد مجلة Health Affairs الصادر الشهر الماضي، تصادف أنماط تناول الطعام الجديدة هذه مع انفجار في معدّل البدانة في صفوف الأولاد في الولايات المتحدة الذي ارتفع من 14.8 في المئة عام 2003 إلى 16.4 في المئة عام 2007 في فئة الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً.

ترى طبيبة الأطفال نظرة ميرزا، مديرة عيادة متخصصة في مجال البدانة في المركز الطبي الوطني للأطفال في واشنطن، أن تناول الوجبات الخفيفة يساهم في البدانة بالإضافة إلى الخيارات الغذائية الرديئة وتناول كمية كبيرة من الطعام ووجبات ضخمة وتراجع النشاط الجسدي. وتذكر لائحة بمجموعة من المشاكل الصحية المحتملة التي تترافق مع البدانة من بينها الربو، ألم المفاصل، انقطاع النفس لبعض الوقت أثناء النوم، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكولستيرول والأنسولين (الذي يترجم من خلال خطر أكبر بالاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية)، وداء السكري.

تضيف ميرزا: {قد تفكرون في أنها مجرّد قطعة صغيرة أخرى من السكاكر، لكنها، مع مزيد من الخمول ووجبات أكبر حجماً، تفاقم الوضع. حتى إن زدتم يومياً 50 سعرة حرارية إلى نظامكم الغذائي، سيؤدي ذلك إلى اكتسابكم 2.5 كلغ سنوياً، يحصل ذلك بهذا النحو التدريجي، نحن نرى أولاداً يتناولون 200، 300 أو حتى 400 سعرة حرارية فائضة يومياً ما يؤثر بشكل كبير على صحتهم}.

النظام الغذائي السليم

غير أن ذلك كله لا يعني أنه ليس على الأولاد تناول طعام خفيف بين الوجبات، فبرأي الاختصاصية في تغذية الأطفال كيلي سينكلير، التي تعمل في المركز الطبي الوطني للأطفال أيضاً: {للوجبات الخفيفة دور في النظام الغذائي الصحي. أظن أننا لا نستطيع أن نتوقع من الأطفال، خصوصاً أن يتناولوا ثلاث وجبات فقط يومياً؛ والواقع أنه ليس على أحد أن يمضي أكثر من أربع ساعات تقريباً من دون أن يأكل لأن ذلك قد يفضي إلى شهية هائلة على الطعام تمنعه من اتخاذ خيارات صحية وتجعله يفرط في تناوله}.

قد يكون من الضروري تناول وجبة خفيفة في الفترة الصباحية، وذلك رهن بوقت الاستيقاظ وموعد تناول الوجبات، لكن تعتقد سينكلير أن الأولاد في معظمهم يحتاجون إلى تناول وجبة خفيفة في فترة بعد الظهر لمساعدتهم على تحمّل الفترة الطويلة بين الغداء والعشاء.

في هذه الحال، تكون نوعية الطعام الذي يتناولونه أكثر أهمية من كميته. توصي سينكلير بوجبة خفيفة تحتوي على 100 إلى 200 سعرة حرارية وتكون أشبه {بوجبة مصغرة} ومفيدة، وليس بفطور ثانٍ مكتمل أو سكاكر أو حلويات {وهي عبارة عن أنواع تحلية وليس عن وجبة خفيفة}.

في حين تعترف سينكلير أنه قد يكون من الصعب على الأهل الإصرار على أولادهم للقيام بخيارات صحية أكثر، خصوصاً في حال لم يفعلوا ذلك سابقاً، ترى أن ذلك ضروري لاكتسابهم عادات غذائية جيدة على المدى الطويل. بذلك يمكنهم مثلاً، تناول نصف سندويتش من مرتديلا الحبش، الجبنة وبعض البسكويت المالح، أو مجموعة من الخضار الملونة مع صلصة من الحبوب أو الحمّص.

توضح سينكلير: {ينبغي تناول الوجبات الخفيفة لإشباع الجوع، وتزويد الجسم بقليل من الطاقة لئلا يفرط المرء في تناول الطعام لاحقاً}، برأيها لا ينبغي إطلاقاً تناول المشروبات الغازية وليس العصير خياراً صحياً أيضاً. تتابع: {نريد من الأولاد أن يتناولوا الفاكهة لا أن يشربوها. أعطوهم تفاحة أو برتقالة ودعوا أجسامهم تحولها إلى عصير لأنهم يحتاجون إلى الألياف، بهذه الطريقة سيشعرون بالشبع لوقت أطول من دون أن يرتفع مستوى السكّر في دمهم كما هي الحال مع العصير}.

في النهاية، ليس من المفاجئ أن النصيحة الفضلى التي تسديها سينكلير هي الأصعب بالنسبة إلى من يعتنون بالأولاد لوقت طويل والأهل الذين يسرعون إلى شراء حصص البسكويت المعالج المعدّة مسبقاً والسكاكر والأطعمة اللذيذة التي يستمتعون بها أثناء مشاهدة التلفاز: {كونوا قدوة لأولادكم في ما يتعلق باختيار الوجبات الخفيفة}. تختم بالقول: {لا يهمّ ما أقوله أنا أو ما يقوله أي شخص آخر، كل ما يهمّ هو ما تقدمونه من طعام (كوجبات أساسية أو وجبات خفيفة) وما تأكلونه أنتم أنفسكم}.